بيان لاسلطوي ( أناركي ) أممي تضامنا مع المتهمين بالخيانة في زيمبابوي
بيان لاسلطوي ( أناركي ) أممي تضامنا مع المتهمين بالخيانة في زيمبابوي
ترجمة: مازن كم الماز
عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه كان يشعل في نفس الوقت و دون أن يدرك موجة من الانتفاضات و الثورات الشعبية التي انتشرت كالنار في الهشيم في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط , و التي أمكن الشعور بحرارتها بعيدا جدا في زيمبابوي , حيث اعتقل يوم السبت 19 فبراير شباط 46 ناشط منهم طلاب , عمال و نقابيون في هراري . لقد اعتقلوا حسب وثائق الشرطة بتهمة التخطيط لثورة على النمط المصري للإطاحة بروبرت موغابي , الموجود في السلطة منذ عام 1980 , في اجتماع نوقش فيه سقوط حسني مبارك و الأحداث في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط . المعتقلون , الذين يمثلون فدرالية نقابات زيمبابوي ZCTU و اتحاد الطلاب الوطني في زيمبابوي ZNSU و المنظمة الاشتراكية الأممية ISO , كانوا قد أنهوا للتو مشاهدة برنامج وثائقي أخباري عن الانتفاضة في مصر و قد وجدوا هناك , حسب المدعين العاميين للدولة , بغرض “تنظيم , و وضع إستراتيجية , و تنفيذ الإطاحة بالحكومة الدستورية لزيمبابوي … على الطريقة المصرية” .
8 أشخاص من المعتقلين على الأقل , ممن تعتبرهم الدولة قادة هذه الحلقة المحظورة , نقلت التقارير أنهم قد ضربوا و عذبوا بينما كانوا في الحجز . من بين أولئك الذين اعتقلوا نساء يحملن فيروس HIV و قد حرمن من العلاج . أحد النسوة اللواتي اعتقلن كانت قد أجرت جراحة كبرى على الدماغ قبل عام , تعرضت للضرب و هي قيد الاعتقال كواحدة من أولئك القادة المزعومين . آخر كسرت ساقه و هو يحاول الهرب عندما اعتقل .
بعد أن قضوا 4 أيام في سجن هراري المركزي قدم المعتقلون ال 46 إلى محكمة يوم الأربعاء 23 فبراير شباط , حيث إلى جانب اتهامهم بالتخطيط للإطاحة بالحكومة بوسائل غير دستورية , التهمة التي تبلغ عقوبتها حتى 12 سنة في السجن , فقد اتهموا أيضا بالخيانة – التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام .
بحسب مصادر في زيمبابوي فإن ماكينة إعلام النظام تعمل بنشاط لتشويه سمعة الرفاق المعتقلين و لتخويف الرأي العام . مع انتشار الثورات و الانتفاضات الشعبية ضد الأنظمة السلطوية و اللاديمقراطية في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط فهناك سبب قوي للاعتقاد بأن الجزار بوب ( موغابي ) و رفاقه قلقون من أن إلهام و مثال – الثورات العفوية للمستغلين و المضطهدين ضد الأنظمة اللاديمقراطية – يمكن أن تمتد جنوبا , لتشعل انتفاضة قد تطيح بموغابي نفسه .
بالنظر لما حدث للديكتاتوريات و الأنظمة السلطوية في الشمال , يبدو أن موغابي و أتباعه يصبحون أكثر عصبية و يريدون أن يجعلوا من أولئك المعتقلين مثالا كي يضعفوا الحركات و النضالات القائمة , بل أيضا ليرسلوا برسالة إلى الشعب بأنه لن يجري السماح بأية مقاومة . أن موغابي لن تكون الإطاحة به بنفس السهولة التي أطيح بها بمبارك . الاتهام الجديد بالخيانة يثبت هذا .
لقد اعتقل ال 46 من هراري لأنه – في الأحداث العظيمة التي بدأت في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط – على الرغم من كل نقاط ضعفها و تناقضاتها – فإنها تبعث ضوءا من الأمل . الأمل في أن الناس العاديين , العمال , الطلاب , العاطلين عن العمل و المحرومين , يمتلكون القوة ليس فقط ليبنوا الأهرامات للفراعنة … بل أننا نملك القوة أيضا لكي نطيح بهم , أن نطيح بالطغاة . لقد اعتقلوا لأن موغابي و عصابته و الطغاة في كل مكان يرون أن أنظمة شبيهة بأنظمتهم المستبدة تدك إلى الأرض .
نحن أيضا يتملكنا الأمل . نحن نأمل أنه مع انتشار لهيب السخط و الثورة , فإن تأثيرها سيزداد عمقا و نفاذا مع كل يوم . مع انفتاح الأبواب على أفكار و احتمالات جديدة , فإننا نأمل أن الشعب سيعمل على تعزيز حرياته و مكاسبه التي كسبها حتى الآن من خلال النضال , و أن يتقدم من خلال النضال دون أن يسمح للأحزاب أو للسياسيين أو القادة السلطويين و الانتهازيين بالاستيلاء على حركته . إننا نأمل أيضا أنه مع تزايد ثقة هذه الحركات الناشئة بنفسها في النضال , فإنها ستطور آفاقا أعرض , أبعد مدى للتحول الاجتماعي .
عندما نمد أيدينا متضامنين مع الناشطين ال 46 في زيمبابوي فإننا ندعو كل اللاسلطويين ( الأناركيين ) و الثوريين الاشتراكيين , كل الناشطين و الباحثين عن حرية حقيقية في كل مكان لتوسيع تضامنهم مع كل الذين اعتقلوا , ضربوا و عذبوا – في زيمبابوي , مصر , ليبيا , تونس و في كل مكان – لأنهم تجرؤوا على أن يطالبوا بمستقبل أفضل , مستقبل من الكرامة , الحرية و الأمل .
نطالب بالحرية الفورية و غير المشروطة لناشطي هراري ال 46 ! أسقطوا كل التهم الآن !
الحرية الفورية و غير المشروطة لكل من اعتقل في انتفاضات مصر , تونس , ليبيا و في كل مكان !
وقع على البيان :
الفيدرالية الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) ( إيطاليا )
المجموعة اللاسلطوية ( الأناركية ) الشيوعية ( كولومبيا )
الاشتراكي التحرري ( الدانمارك )
مجموعة ملبورن اللاسلطوية ( الأناركية ) الشيوعية ( أوستراليا )
المنظمة الاشتراكية التحررية ( سويسرا )
التحرريون الحمر في بيونس آيرس ( الأرجنتين )
الاتحاد الاشتراكي التحرري ( بيرو )
تحالف تضامن العمال ( الولايات المتحدة الأمريكية )
جبهة زابالازا اللاسلطوية ( الأناركية ) الشيوعية ( جنوب أفريقيا )
حركة تضامن العمال ( إيرلندا )
القضية المشتركة ( كندا )
Be the first to comment.