RSS Feed

الاناركية كوميونة باريس / 1

Posted on Friday, March 11, 2011 in عربی

الاناركية مجتمع بلا رؤساء او المدرسة الثورية التي لم يعرفها الشرق

إعداد وعرض: احمد زكي

كوميونة باريس
كوميونة باريس هي اسم الانتفاضة العمالية التي انفجرت داخل مدينة باريس في اعقاب الحرب الفرنسية البروسية (١٨٧٠) التي انتهت بهزيمة لفرنسا. هناك سببان رئيسيان لتلك الانتفاضة: من ناحية، الكارثة العسكرية في الحرب، ومن ناحية اخرى السخط المتنامي بين الطبقة العاملة الفرنسية، الذي يمكن تتبع اثاره الى ثلاثينات القرن التاسع عشر، عندما نشبت اول انتفاضات عمالية في ليون وباريس.
مسلسل تاريخ احداث الكوميونة
عام ١٨٧٠
١٠ يناير مظاهرة لحوالي ١٠٠ الف ضد امبراطورية بونابرت الثانية بعد موت فيكتور نوار، الصحفي الجمهوري الذي قتله بيير بونابرت، ابن عم الامبراطور بونابرت الثالث.
٨ مايو استفتاء قومي عام يمنح الثقة للامبراطور بنسبة ٨٤٪. عشية الاستفتاء يلقى القبض على اعضاء فدرالية باريس بتهمة التآمر على حياة الامبراطور نابليون الثالث. استخدمت الحكومة هذه الذريعة بشكل اكبر لتشن حملة اضطهاد لاعضاء الاممية الاولى في انحاء فرنسا.
١٩ يوليو بعد صراع دبلوماسي ضد محاولات بروسيا الاستيلاء على العرش الاسباني، يعلن لويس بونابرت الحرب على بروسيا.
٤ اغسطس فردريك، امير العرش الالماني، على رأس احد الجيوش البروسية الثلاث التي اجتاحت فرنسا، يهزم المارشال الفرنسي ماكماهون عند ورث وفايسنبرج، ويدفعه الى خارج الالزاس (الشمال الشرقي لفرنسا)، ويحاصر ستراسبورج، ويندفع نحو نانسي. الجيشان البروسيان الاخران يعزلان قوات المارشال بازين في ميتز.
١٨ اغسطس محاولات القائد الفرنسي بازين لاختراق الخطوط الالمانية بجنوده تنكسر بخسارة فادحة عند مار لا تور وجرافيلوت. يتقدم البروسيون نحو شالون.
١ سبتمبر معركة سيدان. ماكماهون وبونابرت، في محاولة لتخفيف الضغط عن بازين في ميتز واغلاق الطريق، يدخلان في معركة وينهزمان في سيدان.

٢ سبتمبر الامبراطور نابليون الثالث والمارشال ماكماهون يستسلمان في سيدان ومعهم ٨٣ الف جندي.
٤ سبتمبر عند وصول اخبار سيدان، عمال باريس يجتاحون قصر البوربون ويجبرون الجمعية التشريعية على اعلان سقوط الامبراطورية. في المساء، اعلان الجمهورية الثالثة في مبنى اوتيل دي فيل (مبنى البلدية) بباريس. تأسيس حكومة الدفاع الوطني المؤقتة للاستمرار في المجهود الحربي لاجلاء الالمان عن فرنسا.
٦ سبتمبر اصدرت حكومة الدفاع الوطني اعلانا: يقع اللوم بالحرب على الحكومة الامبراطورية، ومطلوب السلام الان، لكن دون التنازل عن “بوصة من ارضنا، ولا حجر من قلاعنا”. ومع استمرار احتلال بروسيا للالزاس واللورين، ظلت الحرب دائرة.
١٩ سبتمبر بدأ الجيشان الالمانيان حصارهم الطويل لباريس. تخيل بسمارك ان العمال الفرنسيون “المخنثون” سوف يستسلمون سريعا. ارسلت سريعا حكومة الدفاع الوطني بوفد الى تور، سرعان ما لحق بهم غمبيتا (الذي هرب من باريس المحاصرة في منطاد)، لتنظيم المقاومة في المحافظات.
٢٧ اكتوبر الجيش الفرنسي في ميتز، تحت قيادة بازين، وقوامه بين ١٤٠ الى ١٨٠ الف جندي، يستسلم.
٣٠ اكتوبر هزيمة الحرس الوطني الفرنسي في لوبورجيه.
٣١ اكتوبر عند وصول انباء قرار حكومة الدفاع الوطني بالبدء في مفاوضات مع البروسيين، قاد عمال باريس والاقسام الثورية في الحرس الوطني تمردا بقيادة بلانكي. استولى المتمردون على الاوتيل دي فيل واقاموا حكومة ثورية – لجنة السلامة العامة، يترأسها بلانكي.
١ نوفمبر تحت ضغط العمال وعدت حكومة الدفاع الوطني بتقديم استقالتها وتحديد موعد لاجراء انتخابات بلدية عامة للكوميونة (المجلس البلدي في باريس) – وهو الوعد الذي كانت تنوي عدم تنفيذه. بعد تهدئة العمال الثائرين بذريعة “الشرعية” هذه، استولت الحكومة مرة اخرى على الاوتيل دي فيل (مبنى البلدية) باستخدام العنف واعادت سيطرتها مرة اخرى على المدنية المحاصرة. تم القبض على بلانكي وواجه بشكل رسمي تهمة الخيانة.
عام ١٨٧١
يناير قاد انصار بلانكي مظاهرة تشكلت من عمال باريس والحرس الوطني مطالبين بالاطاحة بالحكومة واقامة كوميونة. الحرس البريتوني المتنقل الذي كان يحمي مبنى الاوتيل دي فيل، فتح النار بأوامر من الحكومة على المتظاهرين. بدأت الحكومة، بعد هذه المذبحة ضد العمال، في الاستعداد لتسليم باريس الى الالمان.
٢٨ يناير بعد اربعة شهور من الكفاح العمالي، استسلمت حكومة الدفاع الوطني للبروسيين وسمحوا لقوات الاحتلال الالماني بدخول جزء صغير فقط من المدينة بشكل رمزي ومؤقت. وفي الوقت الذي تم فيه نزع سلاح كل القوات النظامية الفرنسية، سمحوا للحرس الوطني بالاحتفاظ بسلاحه. مئات الالاف من سكان باريس كانوا مسلحين بوصفهم اعضاء في ميليشيا مدنية معروفة باسم الحرس الوطني، والتي كانت قد توسعت عضويتها كثيرا بغرض المساعدة في الدفاع عن المدينة. انتخبت وحدات الحرس الوطني ضباطها، الذين كانوا في الاحياء العمالية من القيادات الراديكالية والاشتراكية.
٨ فبراير اقيمت الانتخابات في فرنسا دون علم معظم الجمهور من اجل اختيار جمعية وطنية جديدة، وفاز المحافظين باكثر من ثلثي مقاعدها.
١٢ فبراير افتتحت الجمعية الوطنية الجديدة في بوردو؛ الاغلبية المحافظة كانت ترغب في انهاء الحرب.
١٦ فبراير انتخبت الجمعية الوطنية ادولف تيير رئيسا تنفيذيا للحكومة
٢٦ فبراير تم توقيع اتفاقية السلام الاولية بين فرنسا والمانيا في فرساي، وقعها تيير وجول فافر، من ناحية، وبسمارك من الناحية الاخرى. سلمت فرنسا الالزاس واللورين الشرقية الى الالمان ودفعت لهم غرامة بلغت ٥ بليون فرنك. انسحب جيش الاحتلال الالماني ببطء وتدريجيا مع كل مرة تدفع فيها اقساط الغرامة المالية. تم توقيع اتفاقية السلام النهائية في فرانكفورت على الماين في ١٠ مايو ١٨٧١.
١ مارس وحتى ٣ مارس بعد شهر من الكفاح والمعاناة، رد عمال باريس بغضب على دخول القوات الالمانية المدينة، والاستسلام الذي لا يتوقف من جانب الحكومة. انشق الحرس الوطني وشكل لجنة مركزية. اتخذت اللجنة المركزية التي تشكلت من جمهوريين وطنيين واشتراكيين، عدة خطوات للدفاع عن باريس ضد هجوم الماني محتمل، وايضا للدفاع عن الجمهورية ضد عودة الملكية المحتملة، خاصة بعد الاغلبية البرلمانية المحافظة التي تحققت في الانتخابات الاخيرة.
قبل دخول القوات الالمانية، قام الحرس الوطني وبمساعدة سكان باريس من العمال بالاستيلاء على عدد كبير من المدافع التي خلفها الجيش الفرنسي (التي اعتبرها سكان باريس والحرس الوطني ملكية عامة حيث ان ثمنها مقتطع من الضرائب العامة) واخفوها بعيدا عن الانظار في احياء آمنة. احد اشهر اماكن اخفاء تلك المدافع كانت مرتفعات مونمارتر.
١٠ مارس مررت الجمعية الوطنية قانونا بتأجيل دفع اقساط الديون المستحقة عليها؛ واصبح طبقا لهذا القانون في الامكان ارجاء دفع الاقساط المستحقة من ١٣ اغسطس حتى ١٢ نوفمبر ١٨٧٠. وهكذا ادى هذا القانون الى افلاس عديد من البورجوازيين الصغار.
١١ مارس تم تعطيل الجمعية الوطنية. مع حدوث الاضرابات في باريس،
١٧ مارس تم القبض على لويس اوجوست بلانكي الزعيم الثوري المخضرم، واودع سجنا سريا.
١٨ مارس حاول ادولف تيير نزع سلاح باريس وارسل بقوات نظامية من الجيش الفرنسي لتنفيذ ذلك، ولكن، تآخي الجنود مع عمال باريس، ورفضوا تنفيذ اوامر ضباطهم. عند مونمارتر، قتل الجنود قائديهم الجنرال كلود مارتان لوكومت والجنرال جاك ليونار كليمنت توماس. انسحبت العديد من وحدات الجيش النظامي في فوضى طبقا لاوامر تيير، وتشتت عديد من الجنود في شوارع واحياء باريس، مشاركين في التمرد.
٢٠ مارس بعد اخلاء باريس طبقا لاوامر تيير من قوات الجيش النظامية، وقوات الشرطة والادارة المدنية، وبعد ان فر هو نفسه في مقدمة الفارين الى فرساي، اقامت الجمعية الوطنية حكومة مؤقتة في فرساي. اصبحت اللجنة المركزية للحرس الوطني هي الحكومة الفعلية الوحيدة في باريس ورتبت اجراء انتخابات بلدية.
٢٦ مارس انتخب مواطنو باريس المجلس البلدي – كوميونة باريس. تشكلت الكوميونة (او بالاحرى المجلس البلدي) من ٩٢ عضوا الحصة الكبيرة منهم كانت من العمال المهرة وتضمنت عضوية الكوميونة ايضا العديد من المهنيين (مثل الاطباء والصحفيين). كان العديد من كل هؤلاء نشطاء سياسيين، من الجمهوريين الاصلاحيين الى انماط متنوعة من الاشتراكيين، الى اليعاقبة الذين دفع بهم الحنين الى الماضي الى استرجاع اجواء الثورة الفرنسية الكبرى عام ١٧٨٩.
انتخبت الكوميونة الزعيم المخضرم لجماعة الاشتراكيين الثوريين، لويس اوجوست بلانكي، رئيسا للمجلس، لكن تم ذلك في غيابه، لانه كان سجينا منذ ١٧ مارس في سجن سري واستمر حبسه طوال عمر الكوميونة .
٢٨ مارس اعلان كوميونة باريس الثورية رسميا
٣٠ مارس الغت الكوميونة التجنيد الاجباري والجيش النظامي؛ الحرس الوطني الذي بإمكان كل القادرين على حمل السلاح الانضمام له، اصبح هو فقط القوة المسلحة الوحيدة. الغت الكوميونة كل الايجارات المستحقة للدور السكنية من اكتوبر ١٨٧٠ حتى ابريل ١٨٧١. في نفس الوقت تم تثبيت كل الاجانب المنتخبين في الكوميونة في مناصبهم، لأن “علم الكوميونة هو علم الجمهورية العالمية”. اتخذت الكوميونة العلم الاحمر علما لها بدلا من علم الثورة الفرنسية مثلث الالوان، وعادت لاستخدام تقويم الثورة الفرنسية.
رغم الاختلافات الداخلية، بدأت الكوميونة بمحاولة الحفاظ على استمرار اداء الخدمات العامة لمدينة يبلغ تعداد سكانها وقتها ٢ مليون نسمة. استطاعت الكوميونة ايضا الوصول الى تحقيق اجماع حول عدد من السياسات الذي استهدف محتواها تحقيق اشتراكية ديموقراطية تقدمية وعلمانية اكثر من كونها ثورة اجتماعية. قصر عمر الكوميونة (اقل من ٦٠ يوم) كان يعني ان العديد من القرارات والقوانين لم يتم تطبيقها فعليا.
١ ابريل اعلنت الكوميونة ان اعلى مرتب يتقاضاه اي عضو في الكوميونة لن يتعدى ٦٠٠٠ فرنك، وهو اجر العامل المتوسط انذاك.
٢ ابريل استغاث تيير ببسمارك من اجل قمع كوميونة باريس ليأذن لهم بامداد جيش فرساي بالاسرى الفرنسيين في سيدان وميتز. في مقابل الغرامة البالغة ٥ بلايين فرنك، وافق بسمارك على ذلك. بدأ الجيش الفرنسي حصار باريس. تعرضت باريس بشكل مستمر للقصف بالمدافع.
اصدرت الكوميونة قانونا بفصل الكنيسة عن الدولة، والغاء كل الميزانيات التي كانت تدفعها الدولة لاغراض ومصالح دينية اضافة الى تحويل كل ممتلكات الكنيسة الى ملكيات عامة وطنية. اعلنت الكوميونة ان الدين شأنا شخصيا صرفا.
٥ ابريل اصدرت الكوميونة قانونا بشأن الرهائن في محاولة لمنع اعدام الحكومة الفرنسية لمن يسقط من رجال الكوميونة في الاسر. في ظل هذا القانون، كل الاشخاص المدانين بانهم على اتصال بالحكومة الفرنسية تم احتجازهم بوصفهم رهائن. هذا القانون يختلف المؤرخون حول هل تم تنفيذه فعليا ام لا.
٦ ابريل اخرجت الكتيبة رقم ١٣٧ مقصلة الثورة الفرنسية الكبرى من مكانها وتم احراقها في العلن وسط تهليل الجمهور المحتشد.
٧ ابريل استولى الجيش الفرنسي على السين عند مروره بنويي، في الجبهة الغربية من باريس. في رد فعل على اعدام الحكومة الفرنسية لرجال الكوميونة الذين يقعون في اسرها، اصدرت الكوميونة تصريحا سياسيا بتبنيها سياسة “العين بالعين”، مهددة بالثأر.
٨ ابريل اصدرت الكوميونة قانونا بمنع كل الرموز والصور والشعارات والصلوات الدينية من المدارس – بكلمة “كل ما يمت بصلة الى مجال ضمير الفرد” صدر قرار بحظره من المدارس. تم تطبيق القانون تدريجيا.
١١ ابريل في هجوم على ضواحي باريس الجنوبية، اجبرت قوات العمال المسلحة بقيادة الجنرال ايود الجيش الفرنسي على التراجع وقد تكبد خسائر ثقيلة.
١١ ابريل ناتاني لو ميل، عاملة اشتراكية في تجليد الكتب، واليزابث ديمترييف، احدى الشابات الروسيات المنفيات ومساعدة لكارل ماركس، مع نسوة اخريات انشأن اتحاد النساء من اجل الدفاع عن باريس ورعاية الجرحى. طالبت هذه الجمعية رغم اقتناعها بأن كفاحهن ضد الاستبداد الابوي يتحقق من خلال كفاحهن ضد الرأسمالية، بالمساواة بين النوعين، والمساواة في الاجر، وحق الطلاق للنساء، وحق الزواج المدني والتعليم المهني للفتيات. وطالبن ايضا بعدم التمييز ضد العشيقات ومساواة الاطفال الغير شرعيين، الغاء الدعارة.
١٢ ابريل قررت الكوميونة ان عمود النصر في ميدان فيندوم، والذي تم بناءه من المدافع التي وقعت في ايدي نابليون بعد حرب ١٨٠٩، يجب ازالته وتدميره كرمز للروح الوطنية المتعصبة وتحريض على الكراهية الوطنية. تم تنفيذ هذا القرار في ١٦ مايو.
١٦ ابريل اعلنت الكوميونة تأجيل كل التزامات الديون لمدة ثلاث سنوات والغاء الفوائد عليها. امرت الكوميونة بعمل جداول احصائية للمصانع التي تم اغلاقها بواسطة اصحابها، ووضعت خطط تشغيلها بواسطة عمالها التي كان يعملون بها سابقا، والذين يجب انتظامهم في جمعيات تعاونية، وايضا وضعت خطط لتنظيم هذه التعاونيات في اتحاد كبير للصناعة.
٢٠ ابريل قطع تيير المفاوضات من اجل تبادل الرهائن مع الكوميونة، والتي كانت قد اقترحتها الكوميونة لتبادل اسقف باريس الاكبر جورج داربوي وقساوسة اخرين كانوا رهائن لدى الكوميونة، مقابل رجل واحد فقط، وهو بلانكي، الذي كان قد انتخب مرتان للكوميونة بينما هو يقبع سجينا في كليرفو.
٢٧ ابريل والانتخابات البلدية على الاعتاب، قام تيير بتمثيل واحد من مسرحياته العظيمة للمصالحة. فقد صاح من على منصة الجمعية الوطنية: “لا توجد مؤامرة على الجمهورية سوى تلك المؤامرة في باريس، والتي تجبرنا على ان نريق الدم الفرنسي. انا اكرر مرة اخرى واخرى…”. لم يحصل انصار الشرعية المتحدون وانصار اورليانز والبونابرتيون (حزب النظام) من ٧٠٠ الف صوت في البلدية سوى على ٨ الاف فقط.
٣٠ ابريل الكوميونة تصدر قانونا باغلاق محلات الرهونات والربا، على ارضية انها محلات لاستغلال العمال، وفي تناقض مع حق العمال في ادوات عملهم وفي الحصول على ائتمانات.
٥ مايو امرت الكوميونة بهدم مصلى التوبة، الذي تم بناءه من اجل التكفير عن اعدام لويس السادس عشر
٩ مايو استولى الجيش الفرنسي على قلعة ايسي، التي تحولت الى حطام وخرائب تامة بسبب القصف المدفعي الفرنسي.
١٠ مايو معاهدة السلام التي تم ابرامها في فبراير، تم التوقيع عليها الان، والمعروفة باسم معاهدة فرانكفورت. (اقرتها الجمعية الوطنية في ١٨ مايو)
١٦ مايو هدم عمود الفندوم. اقيم عمود الفندوم بين عامي ١٨٠٦ و١٨١٠ في باريس تكريما لانتصارات فرنسا النابليونية؛ شيد هذا العمود من مدافع العدو التي وقعت في ايدي الجيش الفرنسي وتوجوه بتمثال لنابليون.
الاسبوع الدموي (من ٢١ الى ٢٨ مايو)
٢١ مايو سمح البروسيون الذين امتلكوا قلاع شمال وشرق باريس لقوات فرساي بالتقدم عبر الاراضي شمال المدينة، والتي كانت ارضا محرمة عليهم في ظل شروط الهدنة. اقتحمت قوات فرساي بوابة في الجزء الغربي من سور المدنية المحصن وبدأت اجتياح المدنية. احتلت قوات فرساي الاحياء الغربية الراقية بمساعدة وترحيب من سكانها الذين لم يغادروا باريس بعد الهدنة. كانت المقاومة في الجزء الغربي من باريس ضعيفة. استمر الجيش الفرنسي يذبح العمال، ويطلق النار على المدنيين فور الاشتباه. قاد هذه الحملة مارشال ماكماهون، الذي اصبح فيما بعد رئيسا لفرنسا. تم اعدام عشرات الالاف من رجال الكوميونة والعمال، ودون محاكمات.
٢٤ مايو تقول الموسوعة الكاثوليكية ان اكثر من خمسين رهينة لدى الكوميونة، وفي بعض تلك الحالات كان الاعدام بناء على اوامر مكتوبة من قادة الكوميونة، وفي حالات اخرى قام الدهماء بالقتل. من بين هؤلاء الضحايا كان اسقف باريس الاكبر، جورج داربوي.
كانت اعنف مقاومة في الاحياء الشرقية من المدينة، احياء الطبقة العاملة، حيث دار القتال من شارع الى شارع.
٢٧ مايو بقي القليل من جيوب المقاومة، خصوصا في الاحياء الافقر في المناطق الشرقية مثل بيلفيل ومينيلمونتان.
٢٨ مايو يقال ان القتال توقف اواخر فترة ما بعد ظهيرة او اوائل مساء هذا اليوم. طبقا لتاريخ هذه الفترة، اخر المتاريس كان المتراس في شارع رامبونو في بلفيل.
اصدر المارشال مكماهون اعلانا: “الى سكان باريس. جاء الجيش الفرنسي لانقاذكم. باريس قد تحررت. في الساعة الرابعة استولى جنودنا على اخر معاقل المتمردين. اليوم: قد انتهى القتال. ولد النظام والعمل والامن من جديد”.
بدأت حملات الانتقام المحمومة. مساندة الكوميونة باي شكل من الاشكال اصبحت جريمة سياسية توجه للالاف. بعض رجال الكوميونة اطلق عليهم الرصاص وظهورهم الى ما بات يعرف بجدار الكوميونة في مدافن بير لا شيز بينما قدم الاف اخرين الى محاكمات صورية سريعة ونفذ فيهم الاعدام رميا بالرصاص. تمت هذه المذابح في اماكن عديدة اشهرها حدائق لكسمبورج وقشلاقات لوبو خلف مبنى الاوتيل دي فيل. تقريبا سيق اكثر من ٤٠ الف شخص لفرساي من اجل محكامتهم. طابور طويل من الرجال والنساء والاطفال ذهبوا بهم الى فرساي من اجل المحاكمة: حاكموا ١٢ الف شخص، وثبتت التهمة بحق ١٠ الاف، واعدموا ٢٣ رجلا. تم ترحيل ٤٠٠٠ الى نيوكاليدونيا كمنفى دائم.
يقدر عدد من قتل في الاسبوع الدامي بين ١٠ الاف الى ٥٠ الف. طبقا لبنيديكت اندرسون، “سبعة الاف اعتقلوا او تم ترحيلهم” و”تقريبا ٢٠ الف تم اعدامهم” .
بينما نجح الاف اكثر، من بينهم قادة الكوميونة، في الهرب الى بلجيكا وبريطانيا (ملجأ آمن لحوالي ٣ او ٤ الاف لاجئ)، وايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة. تم العفو عن هؤلاء اللاجئين في ١٨٨٠. بعضهم اصبحوا سياسيين بارزين، وتقلدوا مناصب مستشارين او نواب او سيناتورات.
سيرة حياة باكونين
١٨١٤ في الثلاثين من مايو، ولد ميخائيل الكسندروفيتش باكونين في قرية برموخينو في مقاطعة تفار من روسيا.
١٨٢٨ ارسلته عائلته الى سان بطرسبورج لاعداده من اجل الالتحاق بمدرسة المدفعية
١٨٢٩ دخل مدرسة المدفعية في سان بطرسبورج
١٨٣٢ تخرج من المدرسة كضابط حديث وارسل الى ميسك وجرودنو في بولندا.
١٨٣٥ استقال من الجيش
١٨٣٦ انتقل الى موسكو ليدرس الفلسفة
١٨٣٦ ترجم للفيلسوف الالماني فختة “محاضرات حول مهنة العالم الاكاديمي”
١٨٣٨ في مارس نشر مقدمة لكتاب هيجل “محاضرات الجيمنازيوم”
١٨٤٠ انتقل الى سان بطرسبورج وفي يونيو الى برلين للدراسة والاعداد للاستاذية في جامعة موسكو.
١٨٤٢ انتقل الى درسدن وتعاون مع ارنولد روج في نشر الحوليات الالمانية
١٨٤٢ في اكتوبر نشر كتابه “الرجعية في المانيا”
١٨٤٣ انتقل الى برن وزيورخ، وتلاقى مع فيلهلم وايتلنج
١٨٤٤ في فبراير، انتقل الى باريس عبر بروكسل
١٨٤٤ في فبراير، صدرت اوامر الحكومة الروسية بعودته الى روسيا
١٨٤٤ صدر ضده حكم بنزع مرتبة النبالة عنه وحكم غيابي بالاشغال الشاقة في سيبريا
١٨٤٤ حتى عام ١٨٤٧،تقابل مع برودون مرارا ومع ماركس احيانا، ونسج علاقات صداقة بجورج صاند
١٨٤٧ في ٢٩ نوفمبر، في احتفال لذكرى الانتفاضة البولندية لعام ١٨٣٠، القى باكونين خطابا ندد فيه بالحكومة الروسية مما عرضه لاحقا للطرد من فرنسا. اشاع السفير الروسي في باريس في محاولة منه لتلويث سمعة باكونين اشاعات كاذبة عن استخدام الحكومة الروسية للاخير كعميل سري داخل الحركة الثورية.
١٨٤٧ خرج بكونين مطرودا من فرنسا وانتقل الى بروكسل حيثى التقى بماركس مرة اخرى.
١٨٤٨ في فبراير، عاد الى باريس بعد ثورة فبراير هناك
١٨٤٨ في مارس، التقى ماركس وانجلز في كولونيا وبدأ الانشقاق معهم بعد تنديد ماركس بهرفيغ صديق باكونين، الذي قاد حملة تعيسة كان مصيرها الدمار من المنفيين الالمان الى بادن على امل اشعال انتفاضة هناك.
١٨٤٨ في يونيو، شارك في المؤتمر السلافي وفي انتفاضة براغ
١٨٤٨ في يونيو، نشر ماركس تقارير كاذبة عن ان باكونين عميل روسي تسبب في القبض على عدد من البولنديين.
١٨٤٨ في الجزء الاخير من العام، خرج باكونين مطرودا من بروسيا وساكسونيا وامضى بقية العام في مقاطعة انهالت.
١٨٤٨ في ديسمبر، نشر نداء الى السلافيين
١٨٤٩ وصل باكونين سرا الى لايبزج للاعداد لانتفاضة في بوهيميا
١٨٤٩ انتقل الى درسدن
١٨٤٩ في ٤ مايو، انفجر التمرد الجماهيري في درسدن وبزغ نجم باكونين كزعيم “بطولي”.
١٨٤٩ في ٩ مايو، سحقت الانتفاضة، وهرب باكونين وريتشاد فاجنر وهيوبير الى خيمنتز حيث قبض على الاثنين باكونين وهيوبير بينما اختبأ فاجنر عند اخته وهرب.
١٨٥٠ في ١٤ يناير، وهو محتجز في قلعة كونيجشتاين، صدر الحكم عليه بالموت.
١٨٥٠ في يونيو، خفف حكم الاعدام الى السجن المؤبد، وبعده طرد خارج البلاد الى النمسا.
١٨٥١ في مارس، اعتقل باكونين اولا في براغ، ثم في اولمتز حيث حكم عليه بالاعدام شنقا. ورغم تخفيف الحكم الى السجن المؤبد، قيدوا باكونين بالاغلال من اليدين والقدمين بجدار الزنزانة وتسبب ذلك في معاناته بشدة. بعد ذلك بزمن قصير، تم تسليمه للروس وسجن في دهاليز قلعة بيتر وبول.
١٨٥١ تقدم باكونين بطلب العفو من القيصر نيقولا الاول
١٨٥٤ انتقل الى سجن شوسلبرج حيث مرض بالبلاجرا، مما سبب سقوط اسنانه كلها.
١٨٥٧ لان موقف القيصر الكسندر واطلق سراحه من السجن وحكم عليه بالنفي المؤبد في سيبريا
١٨٥٨ تزوج من انطونيا كوياتكوفسكي، وهي فتاة بولندية شابة، في الخامس من اكتوبر وانتقل الى اركوتسك.
١٨٦١ في يونيو، بذل باكونين جهودا مضنية ليهرب من سيبريا، ويصل الى يكولافسكي في يوليو، ثم يبحر من ستريلوك الى كاستري حيث يركب ظهر سفينة تجارية امريكية، فيكري، الى هاكودات، باليابان. ثم يشق باكونين طريقه الى يوكوهاما، وفي اكتوبر، يبحر الى سان فرانسيسكو. في نوفمبر يصل الى نيويورك، وفي ٢٧ ديسمبر، ١٨٦١، يصل الى لندن.
١٨٦٢ ينشر كتابه رسالة الى اصدقائي الروس والبولنديين والسلاف الاخرين، وكتاب قضية الشعب: رومانوف ام بوجاتشييف ام بيستيل؟
١٨٦٣ يذهب الى استكهولم ويجمع شمله مع زوجته، ثم يعود الى لندن، ومنها الى ايطاليا.
١٨٦٤ في منتصف العام، يعود الى السويد، ثم الى لندن، حيث يرى ماركس، ومنها الى باريس حيث يعيد تجديد صداقته مع برودون، وفي النهاية ينتقل الى ايطاليا حيث يمكث هناك حتى عام ١٨٦٧. في ايطاليا مكث باكونين اولا في فلورنسا.
١٨٦٤ اسس صحيفة الحرية والعدالة
١٨٦٥ انتقل الى نابولي
١٨٦٦ اسس جمعية الاخوان الدوليين، او تحالف الاشتراكيين الثوريين
١٨٦٧ ارتحل الى جينيف، وحضر وخطب في المؤتمر الافتتاحي لعصبة السلام والحرية وكتب كتاب “الفدرالية، والاشتراكية وضد اللاهوتية.
١٨٦٨ اسس في ٢٥ سبتمبر التحالف الدولي للديموقراطية الاشتراكية
١٨٦٨ انضم باكونين في يوليو الى قسم جنيف من جمعية العمال الدوليين، وانتقل الى هناك.
١٨٦٩ في يناير، انحلت جمعية التحالف السرية
١٨٦٩ في مارس بدأ التعاون مع نيتشاييف
١٨٦٩ في الخريف، انتقل الى لوكارنو وترجم المجلد الاول من رأس المال لماركس.
١٨٦٩ في ٢٨ مارس، ارسل ماركس “بالمراسلات السرية” الى اصدقاءه الالمان ليثير فيهم الكراهية ضد باكونين باعلانه عميلا سريا لحزب كل السلافيين لقاء مبلغ مزعوم يساوي ٢٥ الف فرنك في العام.
١٨٧٠ قطع باكونين في يونيو علاقته مع نيتشاييف.
١٨٧٠ في اغسطس، تم طرد باكونين من قسم جنيف في الاممية بسبب دعمه لفصيل الجورا.
١٨٧٠ نشر باكونين كتابه “رسائل الى رجل فرنسي”.
١٨٧٠ في ٩ سبتمبر، غادر باكونين لوكارنو ووصل الى ليون في ١٥ سبتمبر.
١٨٧٠ في ٢٨ سبتمبر، قمعت السلطات انتفاضة جماهيرية، واضطر باكونين الى الهرب امام امر بالقبض عليه. اختبأ باكونين في مارسيليا.
١٨٧٠ في ٢٤ اكتوبر، ابحر من مارسيليا الى لوكارنو.
١٨٧٠ وحتى ١٨٧١، كتب كتاب امبراطورية السوط الالمانية، متضمنا الاقسام التي نشرت منفصلة بعد ذلك مثل الإله والدولة
١٨٧١ كتب مقالة كوميونة باريس وفكرة الدولة ونشر النظرية السياسية عند ماتزيني والاممية
١٨٧٢ في صيف وخريف هذا العام، مكث باكونين في زيوريخ
١٨٧٢ في ٧ سبتمبر، تم طرد باكونين من الاممية الاولى في مؤتمر لاهاي.
١٨٧٣ نشر باكونين كتابه الدولاتية والاناركية
١٨٧٣ في ١٢ اكتوبر، تقاعد باكونين عن الكفاح واستقال من فدرالية الجورا
١٨٧٤ في النصف الاول من العام، مكث باكونين في ايطاليا حيث عاش مع كافييرو بالقرب من لوكارنو
١٨٧٤ في يوليو، لحق باكونين باصدقائه في بولونيا حيث خططوا للقيام بانتفاضة، ولكنهم اجبروا على العودة لسويسرا متنكرين واستقروا في لوجانو.
١٨٧٥ سافر باكونين وصحته بالغة السوء الى برن ودخل المستشفى هناك.
١٨٧٦ في الاول من يوليو عند الظهر اسلم باكونين الروح

Be the first to comment.

Leave a Reply

You must be logged in to post a comment.